مذهب الفن يستهدف، في المقام الأول، التعبير عن المشاعر أو العواطف والحالات الذهنية التي تثيرها الأشياء أو الأحداث في نفس الفنان. وفيه تحرَّف صُوَر العالم الحقيقي بحيث تتلاءم مع هذه المشاعر والعواطف والحالات، وذلك من طريق تكثيف الألوان، وتشويه الأشكال، واصطناع الخطوط القوية والمُغايَرات contrasts المثيرة. وترتبط التعبيرية بالفن الألماني في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، على الرغم من أن ملامحها تتبدّى في بعض الأعمال الفنية التي ترقى إلى العصر الوسيط.
التعبيرية اسم يطلق على حركة فنية جاءت بعد المدرسة التأثيرية، كما يطلق على كل عمل فنى يخضع فيه تمثيل الطببيعة ومحاكاتها للتعبير عن الانفعالات والأحاسيس الذاتية. ويطلق بصفة خاصة على الفنون الحديثة التي تميز بأسلوب فطري، وانطلاق وتغيير وتبديل في العناصر أو الأشكال الطبيعية، لايجاد تأثيرات انفعالية. وفى الأدب كان اتجاه هذه الحركة إلى القيم المعنوية أكثر من تسجيل الأحداث الواقعية لتكون صفة مميزة للمسرحيات والروايات الأدبية.
هي حركة أدبية سادت في ألمانيا وامتدت من عام 1910إلى عام 1925. وقد انطلقت هذه الحركة من ألمانيا إلى باقى الدول الأوربية. وقد تأثرت الحركة التعبيرية في ألمانيا أسلوبياً بالكاتب السويدى أوجوست سترندبرج والشاعر الأمريكي والت وايتمان . أما من ناحية المضمون فقد استند الأدباء التعبيريون إلى الأدباء الروس مثل ليو تولستوي ودستوفسكي. كما أثرت الأعمال الشعرية للشاعر الفرنسي رامبو "الإشراقات" وديوان الشاعر الفرنسي بودلير "أزهار الشر" بشكل حاسم في الأعمال الشعرية المبكرة لعصر التعبيرية.
إدوارد مونش /
يعد رائد التعبيريين، وقد كان في بداية حياته واقيا يعبر عن حياة الناس في وطنه النرويج إلا أنه كان يجنح في أعماله إلى المبالغة في التعبير، ولقد اعجب في بداية حياته بفن فان جوخ وسيروا وتولوز لوتريك، وقد اقام معرضه الأول عام 1892 والذي اثار ضجه واسعة بين الفنانين الشباب في ذلك الوقت، وقد كان له الأثر الأكبر لنشأة جماعة ”القنطرة“. ويرجع بعض المؤرخين اسلوب مونش إلى حياته المأساوية فقد توفيت امه وهو صغير وقد عانى هو من المرض و بعض افراد عائلته من الأمراض النفسية وعاش حياة الفقر في صباه.
-------------------------------------------------------
مارك شاجال /
ولد في السابع من يوليو 1887، وتوفى في الثامن والعشرين من مارس 1985)، كان فنانًا يهوديًا روسيًا. ولد شاجال في جمهورية روسيا البيضاء (انضمت بعد ذلك للإمبراطورية الروسية) وحصل على الجنسية الفرنسية في عام 1937. كما ارتبط اسمه بالعديد من المدارس الفنية المهمة وكان واحدًا من أنجح فناني القرن العشرين.
في الواقع، لقد رسم لنفسه طريقًا مهنيًا متميزًا في جميع الأدوات والوسائل الفنية والتي تشمل اللوحات الزيتية والرسوم التوضيحية للكتب والزجاج الملون وتصميم ديكورات المسارح والرسم على الخزف والنسيج المزدان بالرسوم والرسوم المطبوعة. هذا بالإضافة إلى أن الصور الشعرية الساحرة والكثيرة في أعمال شاجال لاقت إعجاب العالم أجمع وقال عنه الناقد الفني روبرت هيوز إنه "الفنان اليهودي المثالي في القرن العشرين".
حقق شاجال شهرة واسعة وثروة ضخمة كرائد من رواد مذهب الحداثة وكواحد من أهم فناني المدرسة الرمزية في القرن العشرين. كما قدم على مدار حياته المهنية الطويلة مجموعة من اللوحات التي تعد من أفضل اللوحات المشهورة والمحبوبة في وقتنا هذا. وفقًا لما قاله المؤرخ الفني مايكل جيه لويس، كان شاجال يعتبر "آخر الموجودين من الجيل الأول من الفنانين المحدثين الأوروبيين". ولعقود من الزمن، كان يُنظر إلى شاجال على أنه "أبرز وأفضل فنان يهودي على مستوى العالم". قبل شاجال القيام بالعديد من الأعمال غير اليهودية، بما في ذلك الزجاج الملون في كاتدرائيات مدينتي ريمز وميتز والنصب التذكاري لداج هامرشولد في الأمم المتحددة والصور الجدارية الرائعة في سقف أوبرا باريس.
أما أهم أعمال شاجال فكانت في فترة الحرب العالمية الأولى عندما سافر بين مدن سانت بيترسبيرج وباريس وبرلين. وخلال هذه الفترة، تمكن من ابتكار مزيجه وأسلوبه الخاص في الفن الحديث اعتمادًا على رؤيته لثقافة الفلكلور اليهودي في أوروبا الشرقية. ولقد قضى شاجال فترة الحرب في روسيا. وكانت ثورة أكتوبر التي حدثت عام 1917 في روسيا سلاحًا ذا حدين بالنسبة له؛ حيث قدمت له فرصة وعرضته للخطر في آن واحد. ومنذ ذلك الحين، أصبح شاجال واحدًا من أبرز فناني الاتحاد السوفيتي ورائدًا من رواد مذهب الحداثة. كما أسس مدرسة فيتبيسك للفنون التي تعد من أبرز مدارس الفن في الاتحاد السوفيتي. ومع ذلك، "كان ينظر شعب الاتحاد السوفيتي إلى شاجال على أنه شخص نكرة نظرًا لأنه يهودي ورسام لا تمجد أعماله بطولات الشعب السوفيتي". ونتيجة لذلك، سرعان ما انتقل مع زوجته إلى باريس إلى غير رجعة.ولقد كتب المؤرخ الفني لويس أن شاجال اشتهر بأمرين وهو أنه رائد مذهب الحداثة وفنان يهودي بارز. ولقد عاصر شاجال العصر الذهبي للحداثة في باريس حيث جمع بين أشكال الفن التكعيبي والرمزي والفوقي. ولقد أدى تأثير الفن الفوقي إلى ظهور السيريالية. ومع ذلك، وطوال هذه المراحل التي مر بها أسلوب شاجال، فإنه ظل يمثل بشكل رائع الفنان اليهودي الذي تعبر أعماله عن حلم طويل للحياة التي عاشها في قريته الأصلية بفيتبيسكوعندما مات ماتيس، قال بابلو بيكاسو في الخمسينيات من القرن العشرين إن "شاجال هو الرسام الوحيد الذي ما زال على قيد الحياة ويفهم المعنى الحقيقي للألوانكان شاجال يستوحي أفكار لوحاته من الحياة الشعبية في روسيا البيضاء واشتملت لوحاته على العديد من الأفكار التوراتية التي تعكس تراثه اليهودي. وفي عام 1950، بدأ شاجال يجرب التعامل مع أدوات الجرافيك (كالتصوير والزخرفة والطباعة والكتابة). وبعد أن التقى بفيرناند مورلو، أصبح يزور ستوديوهات مورلو كثيرًا حيث أنتج في النهاية ما يقرب من ألف نسخة مختلفة من اللوحات المطبوعة حجريًا. وبمساعدة تشارلز سورلييه، أستاذ الطباعة في Mourlot Studios، قضى شاجال 30 عامًا من عمره في اكتشاف أداة الجرافيك التي تصلح بشكل كبير للاستخدام في التمثيل اللوني. هذا بالإضافة إلى أن تشارلز سورلييه أصبح واحدًا من أقرب أصدقاء شاجال ومساعده ومستشاره الخاص حتى يوم وفاته.من الصعب تصنيف الأعمال الفنية لشاجال. فالعمل في عالم الفن الباريسي قبيل الحرب العالمية الأولى، جعل شاجال مرتبطًا برواد المدارس الفنية البارزين في ذلك الوقت، وذلك على الرغم من أن أعماله الفنية كانت باستمرار مخالفة للمدارس الفنية المشهورة والاتجاهات السائدة، ومنها المدرسة التكعيبية والمدرسة الفوقية. كما أنه ارتبط للغاية بالمدرسة الباريسية وأهم مناصريها، مثل أميدو موديلياني.ونظرًا لاحتواء أعمال شاجال على العديد من الإشارات إلى مرحلة طفولته، فقد وجه إليها النقد بسبب استخفافه ببعض الاضطرابات والأحداث المهمة التي مر بها. وكان يعمل دائمًا على نقل الشعور بالبهجة والتفاؤل إلى كل من يشاهدوا أعماله بدقة، وذلك عن طريق استخدام مجموعة من الألوان الحية والزاهية. وكثيرًا ما كان شاجال يجعل من نفسه - في بعض الأحيان مع زوجته - مراقبًا لعالم ملون يشبه ذلك العالم الذي يمكن رؤيته من خلال نوافذ الزجاج الملون. يرى البعض لوحة The White Crucifixion التي تحتوي على الكثير من التفاصيل الخادعة على أنها شجب واتهام لحكم ستاليني والمحرقة النازية والاضطهاد الذي تعرض له اليهود بشكل عام.
سلفادور دالي/
سلفادور دالي (11 مايو 1904 - 23 يناير 1989) (Salvador Dalí) كان فناناً إسبانياً كاتالانياً. يعد دالي من أشهر رسامي القرن العشرين. كرسام بارع، يعرف أكثر لأعماله السريالية المميّزة بصورها الغريبة الشبيهة بالأحلام. مهاراته التصويرية تكون منسوبة في أغلب الأحيان إلى تأثير سادة عصر النهضة، ووجد ذوقه الخاص حوالي عام 1929 وتأثر بالنظريات الفيزيائية في عصره حيث نجد الساعات المنصهرة المرتخية علامة على نسبية الزمن، والزرافات المشتعلة. أكمل عمله الأشهر إصرار الذاكرة في عام 1931. بالإضافة إلى الرسم تضمّنت ذخيرته الفنية الأفلام، والنحت، واحتلت زوجته جالا مكانا كبيرا في حياته وأدخلها كعنصر أساسي في كثير من لوحاته. كما عمل في فيلم الرسوم المتحركة القصير الفائز بجائزة أكاديمية وهو دستينو والذي فيه تعاون مع والت ديزني؛ وتم إصدراً أخيراً في 2003
ولد سلفادور دالي في 11 مايو 1904، في كاتالونيا، إسبانيا. كطالب فن في برشلونة، استوعب دالي عدداً كبيراً من الأساليب في الرسم. في أواخر العشرينات، حدث أمرين أديا إلى تطور أسلوبه الفني. الأول هو اكتشافه لكتابات سيجموند فرويد عن الأهمية الجنسية للصور اللاشعورية، والأمر الآخر هو انتسابه إلى سرياليي باريس، وهي مجموعة فنانين وكتّأبلعرض الصور من عقله اللاشعوري، بدأ دالي بإقناع الحالات الهلوسية في نفسه بواسطة عملية سماها "النقد المذعور". حالما يقوم دالي بهذه الطريقة، ينضج أسلوب رسمه بسرعة استثنائية. من 1929 إلى 1937 أنتج الرسوم التي جعلته أحد أشهر الفنانين العالميين السرياليين.كان يتصوّر عالم الأحلام الذي تكون فيه الأجسام الشائعة مشوّهة ومصفّفة، أو مغيّرة بطريقة غريبة وغير طبيعية. يصوّر دالي هذه الأجسام بدقة، وبتفصيل واقعي، ويضعهم عادة في مناظر الطبيعية المضاءة بنور الشمس الكئيبة، والتي كانت تذكره بوطنه كاتالونيا.ربما أشهر هذه الرسوم المبهمة هي "إصرار الذاكرة" (1931)، التي بها ساعات متعرجة وذائبة تستقر في منظر طبيعي هادئ بشكل مخيف.مع المخرج الإسباني لويس بونويل، أنتج دالي فلمين سرياليين أيضاً هما (الكلب الأندلسي) عام 1928" (العصر الذهبي) عام 1930. ويمتاز كلا الفيلمين بنفس طريقة التشويه، ولكن مع الصور الإيحائية.عصر النهضةفي أواخر الثلاثينات، انتقل دالي للرسم بأسلوب أكثر أكاديمية تحت تأثير رسّام عصر النهضة رافائيل، ونتيجة لذلك ترك الحركة السريالية.بعد ذلك أمضى معظم وقته بتصميم مواقع المسرحيات، والتصميم الداخلي للمتاجر العصرية، والمجوهرات، بالإضافة إلى إظهار عبقرية في الأعمال الترويجية الذاتية المثيرة في الولايات المتحدة حيث عاش من 1940 إلى 1955.في الفترة من 1950 إلى 1970، قام دالي بالعديد من الأعمال الفنية المرتبطة بالمواضيع الدينية، رغم أنه واصل استكشافه للمواضيع الجنسية، ولتمثيل ذكريات الطفولة، ولاستعمال المواضيع المرتبطة بزوجته غالا. بالرغم من إنجازاتها، لم يكن للرسوم التالية اعتباراً كبيراً مثل أعمال الفنان السابقة. أكثر كتب دالي إثارة هو كتاب "الحياة السرية لسلفادور دالي" (1942-44). توفي سلفادور دالي في 23 يناير 1989، في كاتالونيا، إسبانيا.دالي غريب الأطواركفنان مبتكر للغاية، أظهر توجها ملحوظا إلى النرجسية وجنون العظمة، وكان هدفه جذب انتباه الجمهور. هذا السلوك اثار حفيظة أولئك الذين يقدرون فنه ومبرر لمنتقديه، الذين رفضوا سلوكه غريب الأطوار باعتباره وسيلة دعائية أكثر منها فنية. دالي نسب "حبه لكل ما هو مذهب ومترف" إلى نسبه العربي، وأن جذورها تعود إلى أيام الهيمنة العربية لشبه الجزيرة الايبيرية .
هنري مور/
هنري مور Henry Moore (عاش 1898- 1986م). نحات إنجليزي، تتمثل أعماله في موضوعات خشبية أو حجرية. وقد صمم الكثير من هذه الأعمال لتظل قائمة في أماكن مفتوحة.
ويستخدم مور الفجوات والفتحات في أعماله ليؤكد صفة الأبعاد الثلاثة فيها. وهذه الفتحات تخلق إحساسًا بالكتلة أو الحجم. ويربط مور بين الفتحات وسحر الكهوف في جوانب التلال والمنحدرات الصخرية الشاهقة. ومن الأمثلة الدالة على هذه الأعمال القطعة التي نحتها من خشب الدردار، وأطلق عليها اسم الشكل المضطجع (1935م)، الذي أعيد إنتاجه في شكل تمثال من البرونز في المتحف العالمي الحديث.
وتمثال مور البرونزي الذي يُطلق عليه اسم الأسرة (1949م) يبين كيف يُبسط أشكاله الإنسانية، وكيف يتعامل مع النسب في حرية. وتتكون أعماله من أشكال متتابعة محدبة (منحنية إلى الخارج)، ومقعرة (منحنية إلى الداخل)، مما يخلق تضادًا ثريًا من الضوء والعتمة. والمثال الجيد على هذا هو التمثال الحجري الأسرة (1955م).
وُلد مور في عائلة تعمل في استخراج الفحم الحجري في كاسل فورد، قرب ليدز. التحق بمدرسة ليدز للفنون، ثم الكلية الملكية للفنون في لندن. وحين كان نحاتًا شابًا تأثر بالنحت المكسيكي والإفريقي. وتعكس أعماله المبكرة البساطة والفخامة اللتين تُميزان هذا النحت.
وقد أثارت أعمال مور المبكرة ردود فعل مختلفة بين النقاد. وبدأ يجذب انتباه الجمهور الواسع بلوحاته، التي تُصور الناس أثناء الغارات الجوية إبان الحرب العالمية الثانية، وهم يلجأون إلى محطات السكك الحديدية تحت الأرض. وتشمل أشهر أعماله ملك وملكة (1953م).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق