الخميس، 2 يونيو 2011

الكلاسلكية الجديدة – المذهب الرومنسي

لم تعد التقاليد الفنية القديمة حاجزاً دون الفنان يمنعه عن الرؤية الذاتية الحرة بل أصبحت هذه التقاليد أشبه بخميرة أساسية أستقرت في ضمير الفنان كي تساعده في تقويم إباعه وفي ربطه بلأسس الجمالية الأصلية .
وعندما أصبحت الحرية من أهم خصائص الفنان الحديث كان تنكر للفنان الواقع من أهم المظاهر المعبرة عن ذاتية الفن. وتبعاٍ لذلك لم يعد للمضمون في الفن القيمة الأولى بل أصبحت تجارب الفنان الخاصة الأنسانية منها والفنية , هي هدف التعبير الفني لديه , فلقد انتقل الفنان الحديث الى قيم جمالية جديدة جائت إليه عن طريق التعرف على أسرار النور واللون وتأثيرات الخط والحركة وثم أخيراً عن طريق أسلوب التعبير المبتكر وطريقة التنفيذ غير المقيدة بقاعدة أو قانون وهكذا أصبح للفن الحديث خصائص جديدة نستطيع أن نورد أهمها فيما يلي :
1_
أصبح الفن الحديث يعني البداع والأبتكار فهو يرفض محاكاة الواقع كما يرفض اتباع الأصول القديمة .
2_
لم تعد وظيفة الفن التعبير عن غرض ديني أو أخلاقي معين بلأصبحت في التعبير عن تجربة ذاتية محضة دون الأهتمام بالمضمون الموضوعي .
3_
لم يعد الواقع جميلا في ذاته بنظر الفنان الحديث وإنما هونتيجة التعبير الفني الممزوج بالحس الدقيق والخيال المطلق والأبتكار الطريف.
4
اقترب الفنان التشكيلي الحديث من معنى الفن الزماني وذلك بعد أن حاول الظهور بمظاهر تجريدية ذات سلسلة من المعاني العميقة التي لا تنتهي .
5_
لم يعد الفن الحديث يعتمد على الأصول التقنية التي تحد من طرائق تعبيره فلقد استخدم في تصويرهمواد غريبة منورعة, منها الورق , ومنها الخشب , ومنها الحديد , كما اصبحت مادة النحت احياناً من القضبان المعدنية على كافة اختلافاتها مع الخلائط ونفايات الآلات .
6_
وأخيراًفان الفن الحديث تعبير عن روح القرن العشرين قرن الحضارة العلمية التي يتسابق فيها الأنسان في جميع أنحاء العالم للكشف عن اسرار العلم والحياة.
يتضح مماسبق الصراع بين الذات والموضوع في الفن الحديث أصبح أكثر احتداما وأن اللغلبة كانت للذات في أكثر المعارك . وهكذا قضى الفنان على الخط المرتبط بالشكل الواقعي لكي يوجد خطوطاً خاصة ذات علائق مبتكرة . وكذلك تجاوز التركيبات اللونية السائدة في الطبيعة وفي الأعمال الفنية الكلاسيكية لكي يبني عالما لونياً زاخراً بنور الطيف وبالعواطف النفسية المختلفة . ثم تجاهل الموضوع وامتاح من شعوره أو من لاشعوره من خياله ومن فكره موضوعات جديدة هي فوق الواقع أو خارج الواقع أو ضد الواقع
فن البداية مختلف علية  ,فالبعض يحدد بداية هذه الحقبة تقريبا في 1860 حتى 1970م، ويطلق عليه البعض اسم  ”الفن المعاصر“ أو ”فنون ما بعد الحداثة“.  ويرجع الكثير من مؤرخي الفنون سبب الفصل ما بين الفنون في الباروك والركوكو والفنون الحديثة هو رفض الفنان- في اوروبا بالذات- مبادئ ما يعرف بـ ”الكلاسيكية“، فقد تم توسيع مفهوم الفن بشكل عام، فالشكل المثالي للمحاكاة اصبح قيمة فنية، و الزخارف والصفة التزينية، والتي كانت في الفنون  الشرقية،ارتقت إلى منزلة الفن بعد أن كانت مرفوضة، ولقد استفاد الفنان الحديث من الأبحاث العلمية والجمالية للفنون التاريخية بمذاهبه متعددة، كما استلهم الفنانون جماليات من الفنون البدائية والقبلية وفنون الحضارات القديمة،
كما تأثر الفنان الحديث بقاليد الفنون الصينية واليابان. واصبحت التجريدية  في رمزيتها وهي توحي بالمطلق ليس إلا صدى نزعة صوفية  تأملية، وقد استغنى الفنان عن الواقع المرئي وسعى إلى تحطيم الأشكال الظاهرية للموضوعات من أجل أن يكشف عن الجوهر الشكلي أو التعبيري.  وقد اصبح المعيار الجديد للفن يقدر في النشاط الفني الأصالة والطلاقة في التعبير.  وفي مجال النحت استخدم الفنان المواد المستحدثة، كما أن عملية التنظيم تتخذ هنا كمعيار فني جديد
وفي القرن 18+19 :
انتهى عصر النهضه وكان اخره فن الركوكو حيث بلغ التصوير الموضوعي للأشياء درجة من الدقة والسهولة لمبدأ عام للحيوية.  وقد تميز فن الركوكو بالاهتمام بالتفاصيل الراقة والتكنيك الإنطباعي والمضامين الإنفعالية للطبقة الوسطى. ومن اساليبه النزوع إلى اتجاه حسي وجمالي مفرط من تفضيل الأعمال التي تصور النساء والرجال في تنوعات لاحصر لهاوبذات  على تصوير الفتيات الرشيقات الذين يبدون في سن الطفولة.

الكلاسكية الجديدة /
وجاءت الثورة الفرنسية .. التي امتد تأثيرها إلى التصوير ، فخرج من بلاط الملوك ليلتقي بالناس والطبيعة والحياة اليومية.
وهكذا نشأت النزعة الكلاسيكية الجديدة على يد الفنان "دافيد" (1748-1825) ، وكان قد ساعد على ظهورها اكتشاف بعض التماثيل الرومانية ، في إيطاليا ، وهي تحاكي الفن الاغريقي القديم ، وذلك في عهد لويس الخامس عشر.
و الكلاسيكية الجديدة فلفن اليوناني المثل الاعلى للجمال ، وتحترم القواعد الفنية التي التزمها الفنان اليوناني القديم ، من وحدة وإيقاع وانسجام وتنسيق.
وبانتهاء حياة دافيد انتهى تقريباً عهد الكلاسيكية الجديدة.
وقد كان لهذة المدرسة قواعدها الصارمة ، ومنها :
-
نبل الموضوع : الذي يعني موقا اسطوريا ، او يصور آلهه اغريقية ، او الابطال القدامى او الملوك او المواقف الدينية .
-
انتقاء الجانب العاطفي : فهي كالكلاسيكية القديمة ينبغي الا تظهر العواطف و الانفعلات ولابد ان تكون الوجوه رصينة هادئة .. مهما كان الشأن .
-
مثالية الهدف : بحيث تعبر الاعمال الفنية عن الجلال والجمال والعظمة . وفي سبيل ذلك سيتم تحوير الطبيعة حتى تبدو مثالية
جاك لويس دافيد :
كان رساماً فرنسياً،  عشق الفن من صغره لسسب كان في وجهه ورم ولم يكن يمكنه النطق وأحد أبرز فناني مدرسة الكلاسيكية الجديدة (Neoclassicism).ولد لعائلة باريسية من الطبقة المتوسطة في عام 1748.ويعتبر من روارد المدرسه الكلاسلكية  بعد أن اغتيل والده، عاش مع أعمامه. حين بلغ من العمر ستة عشر عاماً، درس الفن في الأكاديمية الملكية (Académie Royale). في عام 1774 ربح جائزة روما. بعد ذلك سافر إلى إيطاليا حيث تأثر بالفن الكلاسيكي، وبأعمال فنان القرن 17 نيكولا بوسان. ومكث هناك لست أعوام. ابتكر دافيد أسلوب كلاسيكي جديد خاص به.كان دافيد من الذين دعموا الثورة الفرنسية بشكل كبير، فأصبح بعد ذلك رسام الثورة الرسمي. عمل دافيد على إحياء تقاليد الفن الروماني، فقد كان التكوين في لوحاته يعتمد على قواعد هندسية صارمة، فكان الخط وليس اللون موضع اهتمامه، وقد أنشأ دافيد "أكاديمية الفنون" التي كانت ممثلة للذوق الرسمي للثورة الفرنسية وحاربت جميع الحركات الفنية الجديدة.كان دافيد أحد أقرباء الفنان بوشيه الذي ساعده في بداياته حينما كان تلميذاً لديه. من أشهر أعماله: "قسم القتال" (1784)، و"موت مارات" (1793)،تعتبر من اهم اعماله  و"نساء سابين" (1799).

ومن أفضل أعمال المصور دافيد بل قمة إبداعه تعد لوحة موت مارات في متحف النون الجميلة ببروكسيل وهنا يصور الفنان حدثا حقيقيا غير انه وفي نفس الوقت يتقيد بضرورة تخليص الصورة من كل ما هو زائد وثانوي . ان بساطة التكوين وصرامته بالإضافة إلى الحيوية المتناهية للصورة المأساوية لشخصية مارات قد جعل من هذه الصورة عملا فنيا رائعا مكتسبا تعبيرا راقيا بقدر لم يتحقق في أي عمل آخر للفنان .

وتعتبر صورة مدام ريكامية في متحف اللوفر بباريس من أكثر النماذج دافيد تمثيلا لنمط الصورة الشخصية بالأسلوب الكلاسيكي ذوى المعالجة التبسيطية الصارمة والاستخدام المقتضب للإكسسوارات والتركيب البنائي المنطقي.

إنما لوحة نساء سابين في متحف اللوفر بباريس فيصور فيها دافيد هؤلاء النسوة وهن يترامين في ساحة المعركة الدائرة بين رجالهن والجنود الرومانية . فتستعطفها من اجل إنقاذ شيوخ وأطفال . وبدت الصورة كنداء للسلام الوطني والى إيقاف الصراع الداخلي بعد انتصار الرجعية .

إن دافيد وبحق كان من أضخم الظاهر الفنية في فترة الجمهورية وقد ارتبط بمذهبه العديد من الفنانين غير إنهم لم يستطيعوا الارتقاء إلى ذلك القدر من ثورية المبادئ تلك التي كانت مضمون أفضل إعمال دافيد . توفي عام
1825 في بروكسل.

 جان انتوان جرو /
جان انتوان جرو (1771-1835) مصور فرنسي استحل مكانة كبرى في فن التصوير، حيث تتلمذ على يدي الفنان العالمي (دافيد)، أنهى جرو دراسته في مرسم دافيد، وبعد ذلك توجه إلى إيطاليا، حيث تأثر كثيراً بأعمال (روبنز) في مدينة "جنوا" مما جعله يخرج عن محتوى المدرسة (الدافيدية الكلاسيكية) مهتماً ومتعلقاً بهذا النوع من الفن، حيث قام بدراسة التراث الكلاسيكي. أبدع جرو في هذا الفن حيث أصبح يقوم بأعمال ذات أساليب وخطوات لامعة مما دعا إلى تلقيبه ب (رائد التصوير التاريخي) وأصبحت لوحاته تعرض في أشهر المتاحف العالمية. تمتاز لوحات جرو بالعديد من المزايا أهمها (التصوير الواقعي الدقيق للأحداث) والقدرة على تصوير القتلى والجرحى والمقدرة على إبراز الآلام والمعاناة في وجوه الجرحى، كما هو مشاهد في هذه اللوحة (نابليون في ساحة المعركة - 1808م) في متحف اللوفر بباريس، ف (جرو) صور بصدق إحساسه وقوة تعبيره ما حدث في هذه المعركة.. بداية بساحة القتال المغطاة بالثلج.. والسماء الغائمة المليئة بالأدخنة.. والأسرى والجنود المطمورين بالثلج وجعل اللوحة مليئة بالمشاهد فاستطاع (جرو) أن يدمج الفرح والحزن في آن واحد حيث قسم اللوحة لقسمين العلوي جعله للتعالي والتفاخر بالنصر والسفلي منها الانحطاط والانكسار من ذل الهزيمة.
---------------------------------------------------------------------
المذهب الرومنتك /
لقد كان الإتجاه الرومنسي ثورة بهدف التخلص من المبادئ والقيود ومصادر الأستيحاء والمحاكاة الكلاسيكية الأغريقية، وتوجه الفن إلى إضفاء الصبغة الموسيقية وتهيئة الأجواء الشاعرية على الموضوعات المأخوذة من الأحداث اليومية والطبيعة.  وأكثر قترات الرومنسية ازدهارا كانت بين 1820 إلى 1840. وتعد احتاجا على المجتمع البرجوازي ورغبة في إحياء الزمن القديم السعيد وإحياء النظم والتقاليد القديمة والروح الإنسانية الطاهرة والدعوة إلى التخلص من من تفاهات الحياة الدنيئة. وكانت الرومنسية  تتغنى بأسطورة البطل الثائر على الأوضاع مناهضا للعادات السائدة ومعايير السلوك، غير انه عادة ما يكابد الفشل. ولقد وجد الرومنسيون من فنون العصور الوسطى أو في فن الاساطير الخرافية وفنون الشرق خليطا بين مثالية القرون الوسطى وبين مثالية الغرابة الأتية من الشرق.
تيودور جيريكو Théodore Géricault مصوّر فرنسي. وُلد في مدينة روان Rouen وتوفي في باريس، وهو من أسرة بورجوازيةٍ ميسورة استقرت في باريس في عام1796عاش جيريكو حياةً مشبوبة العاطفة، ويُعدّ من رواد الفن الحديث ومن أفضل من  جسّدالفن الإبداعي في فرنسة، وأصدقهم حساً وأصفاهم رؤيةً. تكمن الإبداعية عنده في الطريقة التي أعرض فيها عن القواعد والنظم المتعارف عليها في التصوير سعياً منه إلى طريقة تعبير شخصية. وقد نتجت من هذا كلّه أعمالٌ صعبة مشتتة في جهدها التحليلي، لكنها، مع ذلك، أعمال أخّاذة جداً. كان جيريكو
مولعاً بالفن وركوب الخيل، ولم تكن المدرسة تستهويه. وعندما توفيت أمه في عام 1808 خلّفت له ثروةً مكّنته من العيش حياةً كريمةً مستقلةً. وانضم في العام نفسه إلى محترف الفنان فيرنيه ترك جيريكو، في عام 1810، محترف أستاذه ليلتحق بمحترف غيران Guérin ويتعلم على يديه خصائص المدرسة الاتباعية الحديثة، ويهيئ نفسه ليصير رسام أحداث تاريخية.في عام 1812 عَرض جيريكو لوحته «صورة الفارس» (متحف اللوفر في باريس). وقد لقيت هذه اللوحة نجاحاً منقطع النظير، في حين أن لوحته المفقودة اليوم والتي عرضها في المعرض الذي أقيم في عام 1814 وعنوانها: «تمرين النار في سهل غرونل» مرّ الناس بها، وقتها، مرور الكرام،
ومثلها في ذلك لوحته «المدرّع الجريح ينجو من النار» (متحف اللوفر في باريس). في عام 1816،
حاول جيريكو التقدم إلى مسابقة المنحة الدراسية في رومة لكن مساعيه لم تكلل بالنجاح، فسافر إلى إيطالية على نفقته الخاصة وقضى شهراً في مدينة فلورنسة، ثم غادرها إلى رومة، وقد ألهمه مشهد أيام الاحتفال مشروع لوحة «سباق خيول مغربية»، نفّذ عدداً كبيراً من رسوماتها الأولية. وفي خريف عام 1817، عاد إلى باريس ونفّذ لوحته «سوق الثيران» (متحف الفن لجامعة هارفرد)، والتي تلخّص
تجربته في رومة.
في عام 1810، ارتبط جيريكو بعلاقة غرامية مع قريبة له فكانت ثمرتها طفلاً غير شرعي، وهزّت الفضيحة العائلة كلّها. وفي العام ذاته، أيضاً، انغمس جيريكو بكليته، هرباً من مشكلاته الكثيرة،في رسم لوحته الكبيرة والشهيرة «طَوْفُ الميدوزا». ومع أن لوحته هذه قد أثارت حولها كثيراً من اللغط والجدل إلاّ أنها لقيت نجاحاً عظيماً، وفاز الفنان بميدالية وطلبت إليه الدولة رسم لوحة أخرى دينية، لكنه لم ينفّذها. وبسبب الإجهاد الكبير الذي عانى منه، أصيب جيريكو بانهيار عصبي، فسافر إلى إنكلترة، بناءً على دعوةٍ قُدِّمت له عام 1820، ليعرض لوحته «طَوفُ الميدوزا»، واستُقبل فيها
استقبالاً حاراً. تأثر جيريكو بفن التصوير الإنكليزي وخصوصاً بمصوري الحيوانات والمناظرالطبيعية. وفي تشرين الثاني من العام نفسه، زار المصور الفرنسي دافيد (1748-1825)، المنفي في بروكسل، ثم عاد إلى لندن فباريس. في عام 1821، اعتلّت صحته ووقعمرتين متتاليتين من على صهوة الحصان، وأصيب برضوض في جسمه، ولكنه تابع مع ذلك رسم لوحاته. واللوحات العشر التي رسم فيها المجانين، والتي بقي منها خمس فقط، ربما تعود في تاريخهاإلى تلك المرحلة. وفي نهاية عام 1823، تدهورت صحته بسرعة وتوفي في العام التالي، وبيعت محتويات محترفه بالمزاد العلني. لم يلقَ جيريكو التكريم الذي يستحقه والاعتراف بعبقريته الفنية سوى في عام 1840، وتحول إلى بطل وطني، كما حظيت أعماله، في القرن العشرين، باهتمام كبير
إذ تجلت فيها عبقريته وشخصيته الفذة.كان جيريكو مُقِلاًّ في عرض أعماله إبان حياته: أربع لوحات فقط عرضها في صالات العرض بين

عامي 1812 و1819. وتندرج لوحته «طَوْفُ الميدوزا» ضمن سلسلة الأعمال الكبرى التاريخيةالمتأثرة بمدرسة المصور دافيد. وقد عُرضت هذه اللوحة في معرض اللوفر في عام 1824 واقتناهاالمتحف بعد موت الفنان مباشرةً. وطموح جيريكو الفني في هذه اللوحة عظيم جداً. فهو من غير أنُعرض عن الإصلاح الذي أتى به المصور دافيد، كان تأثره كبيراً بالمصور الفلمنكي روبنس
Rubens
والنحات والمصور الإيطالي ميكلانجلو[ر] Michel Angelo.
وقد بوأته لوحاته التصويرية القليلة التي عرضها مكاناً متفرداً في قائمة مصوري القرن التاسع عشر.
إن أكثر أعمال جيريكو إثارة لقلق المشاهد وأقلها قابليةً لفهمه، هي لوحة «رؤوس المنكّل بهم»،المعروضة في ستوكهولم، وغالباً ما تُرى هذه الأعمال على أنها دراسات أولية للوحة «طَوْفُ الميدوزا» لكنها في الواقع لا تمتّ إليها بصلة مباشرة، فهي أعمال مكتملة منتهية حظيت وقتهابإعجاب متذوقي فن جيريكو، كما تشهد بذلك النسخ المتعددة التي صنعت لها، والتي تم تداولهابين عشاق فنه. وولع جيريكو بالحصان الذي انضم بسببه إلى محترف فرنيه، لكنه أضاف جديداًللموضوع، عبر دراسات عديدة أجراها على رسم الحصان، انطلاقاً من حدّة ملاحظته وحسّه المرهف.
وقد أدرج جيريكو الحصان في آخر حياته في جلّ أعماله في التصوير وفي الحفر، فالحصان عنده ليس موضوعاً اجتماعياً ولا تزيينياً، كما هي حاله عند معلمه فرنيه، وإنما هو محور أسطورة شخصية، فهو حامل تأملاته في العاطفة المشبوبة المتّقدة، وفي العمل والألم والموت. ومن الملاحظ أن جيريكو، شأنه شأن كل الإبداعيين، كان معجباً كل الإعجاب بالشاعر الإنكليزي بايرون[ر] Byron وكان قد
رسم لوحة صغيرة، في موضوع «مازيبا» Mazeppa، صورة المصير الذي يتماهى فيه الإنسان بحصانه. ولابد من التنويه بأن جيريكو قد اشتهر بأعمال الحفر lithographie التي بدأها عندما راجت هذه التقنية في فرنسة، في عام 1817. والموضوعات العسكرية التي حفرها قبل سفره إلى إنكلترة
تتميّز بقوة استثنائية مثل «الملاكمون».
---------------------------------------------------------------------------------------------------

         
يوجين ديلاكروا /
يعتبر من اهم الفنانين الفرنسيين وأكثرهم تأثيرا.
وهو مصنف في الغالب ضمن فناني المدرسة الرومانتيكية. ويقول بعض النقاد إن طريقة استخدام ديلاكروا للون كان لها تأثير كبير على الرسامين الانطباعيين وعلى رموز الفن الحديث وعلى رأسهم بيكاسو.
ولد الفنان ديلاكروا في العام 1798 في فرنسا، وعلى امتداد مسيرته الفنية انتج اكثر من 850 عملا فنيا.
أول أعماله كان لوحته المسماة "دانتي وفرجيل في الجحيم" التي عرضها في صالون باريس عام 1822م.
لوحات ديلاكروا تتدفق بالمشاعر الفياضة والألوان المتألقة في حيوية صاخبة. وقد اشتهر بتصوير النمور المتحفزة والمعارك الضارية والأساطير المتوارثة، ويعتبر من بين الفنانين الأوربيين القلائل الذين اهتموا برسم مظاهر الحياة في الشرق، كان يهتم أيضا بتصوير المشاعر والمواقف الإنسانية العميقة،
من أشهر لوحاته لوحة"يتيمة في المقابر"
فرانشيسكو جويا /
كان رساماً ونقاشاً أسبانياً، عكس فنه الاضطرابات السياسية والاجتماعية في أوقاته. تتضمن أعماله المؤثرة جداً صور لطبقة النبلاء الإسبانية و"الثالث من مايو/مايس 1808" (1814).
ولد فرانشيسكو جويا في مدينة فوينديتودوس بأسبانيا في 30 مارس 1746. بدأ في الشهرة في عام 1775 مع أول 60 صورة كرتونية لمصنع الأقمشة الملكي الخاص في سانتا باربرة. في عام 1780 أختير للأكاديمية الملكية في مدريد، وفي عام 1786 عين رساماً لتشارلز الثالث. مع حلول العام 1799 وتحت رعاية تشارلز الرابع، أصبح الفنان الأنجح والأكثر عصرية في أسبانيا؛ لوحته المشهورة "عائلة تشارلز الرابع" رسمت في هذا الوقت (1800). لوحته المشهورة والمثيرة جنسياً "ماخا العارية" و"ماخا المكسوة" (حوالي 1800 إلى 1805) جعلته يستدعى للاستجواب والتحقيق في عام 1815. بعد أن جعله المرض أصماً بشكل دائم في العقد 1790، واجه عمله واقعية كبيرة تجاور الكاريكاتير. لوحاته كابريتشوس الثمانين (أو "النزوات"؛ نشرت في عام 1799)، وهي طبعات هجائية تهاجم الانتهاكات الدينية والاجتماعية والسياسية، مثلت إنجازاً بارزاً في تأريخ الطباعة. عندما غزا نابليون أسبانيا (1808 إلى 1815)، أنتج غويا سلسلة النقش الثانية والثمانين "كوارث الحرب" (1810 إلى 1820). استقر في بوردو بفرنسا في عام 1824، واستقال كرسام ملكي في عام 1826، وبدأ بالعمل في الطباعة الحجرية. لم يكن له أتباعاً مباشرين، لكن عمله أثر على فن القرن التاسع عشر الأوروبي بشكل كبير. توفي في بوردو في 16 أبريل 1828.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق